تصبح الكتابة هي ملجأي الأول والأخير منك ساعات الخوف.. وإليك في لحظات الفرح القليلة التي ترزقني بها السماء مصادفة وعن عبث.. وأنت مازلت تأخذني منها.. تسرقها مني بحقد وحسد..
كلما لاحت لي أشباح الليالي المظلمة تذكرتك.. وتذكرت أن خوفي يزداد كلما كنت بقربك.. ثم أستدير بذات الخوف خلفي عائدة إليك.. لأنك وحدك من تملك غطاءاً يسترني من حوجتي لغيرك..
كم قلت لك..
أنا أنثى أحبو خجلاً من أضواء المدينة الجاحظة..
أنا أنثى بلا بصمات ولا تاريخ ولا حتى صفحات بيضاء.. جئتك لأمتلأ بك..
أنا أنثى كالطفل..
لا أؤمن بالإحساس لشخص سواك..
لا أملك قناعة لم تلقحني إياها أنت..
لا أستطعم طعم الحروف إلا على شفتيك..
أنت كل ما أعرف.. فكن لي كل ما أحب..
كم قلت لك.. أنني بحاجة إليك.. أنا حقاً بحاجة إليك..
إلى قميصك المنفوض من كل المشاعر التي طوفت نفسها حولك حتى طَفت فوق مسامات جلدك الأسمر.. أجفف به دمعاتي التي سالت على خدي بجانبك وبسببك..
كم قلت لك.. أنا أحتاج إلى كفيك التي ما فتئت تصفع إحداهما الأخرى.. وأنت ترسم بهما دوائر حول نفسك لا لشيء بل لتثبت لك أنك موجود.. فقط كي أمرغ بهما خوفي على خد الزمن..
كم قلت لك.. أنا في حاجة ماسة لتجنيد كل عواطفك لي.. تسليحهم ضدك.. وإقامة معسكرة دائمة داخل قلبك الصغير.. عله يكبر فيتسع لي ولصغيرات العشق التي أكنها لك سراً..
وكم قلت لك.. أنني ما نزلت واديك الملطخ بالجراح إلا عن عطش للنزيف.. فأسقني من مائك أسقاك الله من ماءه..
على فكرة:-
عناقيد الفرح المنتشرة داخل أزقة أحزاني.. كِدتُ أقتلعها مني وأعلقها على بابك.. لكنني وجدت بيتك محروق الباب.. يعزف الهواء على بقاياه أصوات مألوفة إلي.. أظن أنها أصوات أشباح..