كامرأة مُعتّقة بالعربية، اقتُلعت من ضَيعتها في إحدى مناطق الشام ودُست في صدر رجل أوربي، يشتري لها التنانير القصيرة ويسمح لأصدقائه بمعانقتها.
قد تبدوا لك كذلك، ذات وجه مرصوف جيداً بالأسمنت وأضواء جاهرة مساءً، وملاهي
ليلية وزجاجات نبيذ توضع على كل طاولة، تجعلك تظن أنها تنتزع عنها ثوباً عربياً
مزركشاً بينما ترتدي فستاناً أوربياً أنيق.
لكنها تشبه عروبتنا في شيء لا أستطيع تحديده تماماً، ربما سيقان
أشجارها الطويلة توحي بغابات الصنوبر في ضواحي بيروت، أو بازاراتها الشعبية في
بساطتها تشبه أسواق الخرطوم، أو شوارعها الملتوية على بضعة أمتار التي تكاد تقول
لك أنا المغرب.
صوت المدينة بها الخافت، لا تصرخ كباقي المدن بشراً وسيارات لتقول لك
أنا أنا، كل بضعة ساعات يشق فيها الصمت أصوات المآذن، تنطلق بحماس من قصور فسيحة
وشامخة تبهج الناظر، البحر الذي يغازل مدى الرؤيا في كل مكان وعند كل منعطف، وأوجه
الجميلات توحي بإلفة لا تقاومها ابتسامتها.
أما ليلها فيشّد ستارته تماماً عند الخامسة، يظل حاملوا الكتب الكثيرين جداً يتنقلون بكتبهم على المقاهي والأرصفة وكنبات الميترو و مقاعد المطار، في أي مكان هم يقرأون.
شارع الاستقلال وساحة تقسيم، الشاي والقهوة بالمذاق التركي، محلات
الشاورما حيثا التفت، ورائحة الشيشة التي تعبق بأركان هذه الأماكن.
والعشاق، فنهاراً وليلاً هم يحتفون، كهولاً وشباب، حيثما تلتفت تتفتح لك قصة عشق كاملة، تقرأ تفاصيلها تشم رائحتها تبتسم ثم يمضون هم ويتركونك عالقاً بالقصة والمشهد.
والعشاق، فنهاراً وليلاً هم يحتفون، كهولاً وشباب، حيثما تلتفت تتفتح لك قصة عشق كاملة، تقرأ تفاصيلها تشم رائحتها تبتسم ثم يمضون هم ويتركونك عالقاً بالقصة والمشهد.
كل هذه التفاصيل تجعمل اسطنبول مدينة متخمة بالجمال والروعة، مدينة تستحق أن تزورها أو أن تعيش فيها.
تسنيم دهب
كتب هذا المقال لصالح مدونة جيل جديد