ما بالكي ترفعين عني غطائي هذا صباح برفق.. وتنثرين فوقي رائحة الندى الممتز على ورق شجرة الليمون المنتصبة بجانبي.. هذا الهواء ما الذي أصابه كي يهرول منتعشاً بنشاط مفرط كطفل استيقظ لتوه للعب.. ألم يلحظ بأنه يزيد من رغبتي في التمدد أكثر على سطح السرير..
ألا تعلم تلك المزعجة بأن النوم لا يحلو إلا عندما تتطفل علينا أشعتها صباح كل يوم تتسلل ببطء مغرٍ ومتعمد.. وأن كلمة الصباح في حد ذاتها تبعث على التثاؤب حتى أثناء النوم؟؟
أظن أنها وقعت اتفاقاً ما مع النعاس على أن ينتناوبا على جذب أطراف أهدابي في ذات الوقت كل يوم..
كيف ترتدين نفس الفستان الأصفر الباهت كل صباح.. ألم تعايرك به يوماً الشموس الأخرى في المجرات المحاذية؟؟
يتسخ في آخر كل يوم أثناء معركتك التليدة مع الشفق والمغيب.. ألوان طفولية لا تليق بعمرك.. برتقالي وأحمر ثم بنفسجي وينتصر الليل الأزرق في النهاية..
ماذا لو كنتِ بيضاء مثل القمر.. جميل القمر.. يلتحف بالسماء فيبين منه نصف وجه كل طلة.. ويكتفي بليلتين فقط في شكل بدر.. أزرق الرداء مرة.. ومرة أخرى مزركش الأطراف بقطع غيوم رمادية متحركة.. وكريستالات من النجوم تتلألأ عندما تدمع العين بذكرى ما..
ما المهم في هذا اليوم حتى تخرجي ملتزمة بهذا القدر من الوفاء.. سكان الأرض أخلفوا وعودهم منذ عدة حروب.. نقضوا كل عهد عقدوه ذات يوم مع الطبيعة.. وأنت مازلت تشرقين عليهم بسخاء؟؟
أنا مازالت نائمة.. وبداخلي نية للتخلف عن أشغالي.. عودي من حيث أتيت.. أو أبطئي قليلاً حتى استجمع قواي.. أو اخرجي واسطعي واشتدي حراً.. فأنا لن أنهض الآن..