ذاكرة مكان ما




أظن أن الغرباء هم ذاتهم لا يتغيرون أمامي كل يوم.. 
فقط تختلف أقنعتهم.. 
يبدلونها كل صباح..
أو هكذا أظن..

في وسط المدينة..
قلبها المتكئ على النيل..
أمر بجانب مسجد الجامعة الجديد..
متبرجاً بمصابيح الإنارة كعروس..
يغري المارة بالصلاة..

لكن ..
الوقت ليل..
وأنا وحدي .. أشق سواد الشارع الذي يبدوا خالياً كما لم أره من قبل..
كما لا يكون عندما يتكدس عليه طلبة النهار..

أعلق عن أذني صوت حسين الصادق..
لأسمع ترتيل الإمام المقتضب..
لكنه يفشل في استحواذي..

لو كنتي يا دابك .. وصغيرة في الريدة
أنا قلبي بستناك .. بي شوق وتنهيدة
بس مرة في بالك .. ختيني يا الصيدة

أفكر..

كيف لمحمود يكتب بهذا الشغف في كل قصيدة لأمرأة هو متزوجها؟
وحسين.. بمن كان يفكر؟
صوته عذب جداً كأنه يناجي محبوبة!
والبيانو!! لم هو بهذا التفاني في الجمال؟

تأتي الحافلة المتجهة إلى بحري مسرعة..
أركبها.. وتمضي بذات السرعة كأنها لم تتوقف قط..

تسنيم دهب