عن جائزة الطيب صالح





أحدثت فعاليات جائزة الطيب صالح التي أقيمت في الخرطوم في الثامن عشر والتاسع عشر من فبراير الجاري زخماً ثقافياً جميل. فاجتماع عدد من الكتاب والأدباء والمثقفين من كافة الأعمار والخبرات المتفاوتة ومن مختلف أنحاء العالم العربي لمناقشة قضايا تدور حول الأدب وفي السودان يعتبر دفعة نوعية لحركة الثقافة المتراخية في هذا البلد.

الجائزة ذات الخمسة أعوام التي ترعاها شركة الإتصالات "زين" قامت بتوفير صالون أدبي عريض ومتنوع ناقش في يومين متتاليين مجموعة من الأوراق النقدية والتجارب الكتابية قدمها كل من الدكتور محمد البدوي الأديب التونسي والدكتورة رشا العلي من سوريا، وحسن طلب وأحمد عبد المعطي من مصر، وحامدة خميس من الإمارات، وإبراهيم نصر الله من فلسطين وواسيني الأعرج من الجزائر، ومن السودان كل من ليلى أبو العلا ونعمات كرم الله وخالد عباس ومجذوب عيدروس.

قدمت الناقدة السورية د.رشا العلي ورقة بعنوان (تجليات العولمة وذوبان النوعية في الجنس الروائي)، والتي ناقشت فيها المؤشرات الأولى التي أدت إلى تداخل الأجناس الأدبية وانهيار المسميات القديمة لصنوف الكتابة.
وقام الباحث والفيلسوف التونسي د.محمد علي البدوي بالحديث في مساق متصل عن (تداخل الأجناس الأدبية في وراية "أمجد عبد الدائم يركب البحر شمالاً").
وقال الشاعر والكاتب والأكاديمي المصري حسن طلب وتحدث تحديداً عن التراث وعلاقته بالفكر، وكيف من المهم الغوص في الترث عميقاً ثم العودة منه للواقع.
وتحدثت الكاتبة السودانية ليلى أبو العلى عن تجربتها الكتابية باللغة الإنجليزية، والتي تولدت نتيجة عدة عوامل مجتمعة أثارتها الغربة.

وكان ضيف شرف الجائزة الأديب الجزائري واسيني الأعرج الذي تحدث أيضاً عن تجربته الكتابية وعن الحب! فعندما سأل عن ذكرى الحب أجاب: "كلما نخسر حباً نكتسب ذاكرة جديدة".
والذي لم يبخل بالصور الشخصية على معجابيه، والذين تهافتو عليه لالتقاط الصور (للأسف) أكثر من تهافتهم على خوض نقاش أدبي ولو قصير وما أظنه كان ليمانع.

كل هذه الفعاليات كانت تحضيراً للأمسية الأبرز، وهي الإعلان عن نتائج مسابقة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي هذا العام، والتي تقدم جوائزها في مجال الشعر والرواية والقصة القصيرة.
ففي مجال الرواية
كانت المرتبة الأولى لرواية "الغجرية" للكاتبة وئام حسن الجندي من المغرب، والثانية للرواية "كاجومسي" للكاتب والأديب السوداني هاشم آدم، والثالثة "أموشي" لكاتبها السوداني أيضاً عصام عمر ابراهيم.
وفي مجال الشعر فازت "خريف الأوسمة" لكاتبها السوري حسن إبراهيم الحسن، ثم "عندما يشهق البنفسج" لكاتبها العراقي اسماعيل عبيد صياح، ثم "فوانيس كفيفة" لكاتبها فراس فرزت القطان من سوريا.
وفي القصة القصيرة كان المركز الأول من نصيب راسم قاسم موسى من العراق لـ " دوي على ايقاع متزن "، و الثاني ليوسف عبد الجليل العطا من السودان عن مجموعته " سيارة ومسروقات أخرى "، والثالثة ذهبت للمصري محمد عباس علي داؤود عن مجموعته " فاطمة تعيش الحلم ".

تقدم الجوائز النقدية لأصحاب المراكز الثلاث وهي 10 آلاف دولار لصاحب المركز الأول، و 7 ألاف دولار لصاحب المركز الثاني، و5  آلاف دولار لصاحب الركز الثالث في جميع مجالات المسابقة.
يشار أيضاً إلى اختيار مجلس أمناء الجائزة للشاعر السوداني عبد الله شبو ليكون شخصية العام.