ابتسم للحياة .. تبتسم لك



وحدها الأشياء المبهمة هي التي تشد حواسنا وعواطفنا نحوها.. نقضي أعمارنا كلها في محاولة أكتشافها في ذاتنا وفي من يحيطون بنا.. ومحاولات طويلة لاكتشاف ماهية الحياة وسرها..
ووحده المجهول هو ما يحرك الأرض من تحتنا.. فيخرج النهار متفائلاً في كل يوم على عكسنا.. وتنسحب الدقائق والثواني مسرعة كما عهدناها..
نستيقظ كل صباح راكضين لقاعات المحاضرات والمكاتب والطوابير المدرسية.. والتفاصيل الطويلة التي نقتحمها كل يوم بحثاً عن حقيقة المجهول.. والتراكيب الحياتية اليومية التي تزداد تعقيداً مع مرور الزمن..
تصادفنا الكثير من الوجوه تقطر غضباً من زحمة الشارع وكثرة المشاغل وحرارة الجو..
ولو أننا تمهلنا قليلاً لوجدنا ذلك السر في كل مكان.. في كل شيء حولنا.. في تفاصيل صغيرة جميلة قد لا ندرك أنها أصلاً موجودة في حياتنا..
قد يلوح لك طفل بريء بيد صغيرة.. أو يبتسم لك شخص لا تعرفه.. أو تدعو لك سيدة عجوز بدون مناسبة..
ربما لأنهم رأو فيك شخصاً ما يعرفونه أو ربما أشفقو على جلد وجهك المكرمش ذلك الوقت..
ماذا لو لوحت لذلك الصغير وابتسمت لذلك الشخص وأمنت على دعاء السيدة.. ماذا لو ابتسمت لهم.. أنعشت روحك وابتسمت لذتك.. قد تستعيد شيئاً ما من توازنك..
فكر قليلاً.. ربما تكون الإبتسامة هي مفتاح كل الأبواب الموصدة أمامك.. ربما تيقظ فيك فكرة أو عزماً أو أملاً ما.. كان مختبئاً بين حطامك..
ما فائدة الإستيقاظ كل يوم إن لم يكن هنالك أمل.. ما فائدة العلم والعمل وهذه الحياة الضخمة من حولك.. إن لم تقدم على المجهول وتختبر التحدي بنفسك..
ما فائدة التفاؤل والتفكير والإبداع والتغيير..
هنالك الكثير من المشاعر الموجودة في أعماقنا لكننا لم نقم بتفعيلها.. فقط لعدم إيماننا بأن المجهول يجب أن يبقى مجهولاً والسر سراً.. وأننا من المهم أن نواصل نحن حياتنا حتى يندمج الواقع بالغيب.. وتصبح الحقيقة حقيقة تُرى وتُلمس..
لا تهدر وقتك في البحث عن المجهول والتنقيب عن الماضي فالحاضر جدير بأن يعاش.. والمستقبل سيصبح أجمل لو زرعت اليوم القليل من الأحلام.. وأدركت وآمنت بأنها لن تذبل..
فالسر لا يكتمل إلا في آخره.. وكل مجهول سيصبح حقيقة مع مرور الوقت..