أنا.. جزء منك




في كل مرة تمر فيها بخاطري.. تنقطع عني الأصوات والأضواء.. وتبدأ في الداخل ضوضاء عارمة تلفني بهالة منك.. ذلك الإحساس اللعين..
إحساسي بإنتماء جزء مني إليك.. وأفقد سيطرتي على كره صغير كنت أكنِه لك سراً عن بعض حواسي التي أدمنتك.. يأخذني بعيداً.. إلى عالمك لحظة شرود عاطفي في تفاصيل لحب قديم حفر بعمق.. وراحت تمتد أصابعه إلى كل واقع
كلما التقطت عيناي بذرة صغيرة لذكرى مرت بنا على رصيف وعمود إنارة وقفنا إلى جانبه يوماً نحدق ببعضنا البعض كالغرباء.. أو ذلك الطريق المحشو بالمارة عندما تشابكت أصابعنا فيه خلسة على غفلة منه ومن الناس..
كانت تُزرع تلك البذرة سريعاً في مخيلتي وتتفتح كل أزهارك في أراضي قلبي الخصبة ويملأ عبقها الخيال وتذبل بنفس السرعة في نفس المكان وبذات الرهبة لأن البذرة كانت تفتقدك والواقع يحتاج وجودك فيه..
لعلك لا تدري كم هو مؤلم غيابك.. وكيف يكون طعم الأشياء في فمي كطعم الماء وكيف يصبح الليل مرعباً عندما أستيقظ مذعورة في العتمة لا أسمع صدى صوتك في أذني.. أتحسس أطراف السرير ولا أجدك..
لعلك لا تعرف كم هي الحياة رمادية بدونك.. وكيف أصبحت أكره اللون الرمادي بعدك
وكيف ستشعر بذلك كله وأنت هناك.. لا أدري أين أنت.. فقط حيث تنتمي .. حيث لا يمكنك أن ترى أو تسمع أو تشعر نحوي بذنب هجر لا أول له ولا آخر
واليوم يا صاحبي ها أنا أتنفس كلماتي وأسترد روحي التي سرقتها في رحيل كالفاجعة أمسك قلمي من جديد وأبدأ الكتابة.. ليس لك كما كنت أفعل.. بل لنفسي حتى أنسى أنني يوماً كنت جزءاً منك..