المقرن .. ملتقى الصورة





تقام الآن بالخرطوم فعاليات ملتقى المقرن للتصوير الفوتوجرافي، الذي تنظمه مجموعة المصورين السودانيين بالتعاون مع معهد جوتة الألماني، حيث تم تدشين أحداثه في الخامس من شهر أكتوبر الجاري، ويضم الملتقى هذا العام في أنشطته ثلاث ورش عمل ومعرضين للصور الفوتوجرافية.

الملتقى الذي يروي بالصور عن الخرطوم المدينة ذات الطابع الثقافي المتفرد، كان أحد مخرجات ورشة عمل وتدريب لبناء قدرات المصورين السودانيين، والتي قامت كأحد فعاليات مهرجان المقرن للتصوير الفوتوجرافي في العام السابق، حيث قُدم على مدار عامين متتالين تحت نفس الاسم. 

كان افتتاح المعرض الأول "مدينة متغيرة" بقصر الشباب والأطفال بأمدرمان في الثامن من أكتوبر، وهو المعرض الأساسي لمخرجات الورشة التي قدمها المصور الألماني أندريه لوتزن، والتي قام فيها بتدريب المصورين على تغيير المفهوم العام لمعنى المدينة والتقاط نمط الحياة اليومية في الخرطوم. وشارك بالمعرض 14 مصوراً سودانياً هم: مهند بخيت، خالد العربي، سحر هجو، عاطف سعد، ضحى محمد، هاشم كاروري، محمد صلاح، محمد حمدين، شرف مجذوب، إيثار جبارة، محمد التوم، ناجي الملك، ساري عمر.

مدير معهد جوتة بالخرطوم مانفريد أيفيل يقول:
"المعرض يعكس رؤية المصور الألماني الذي قدّم ورشته قبل عام من الآن، حيث لاحظ أن معظم الصور الملتقطة في الخرطوم للنيل، للشوارع، للأماكن العامة أو أماكن العمل، وحتى للأشخاص، لكن ليس داخل البيوت أو ما يعبر عن حياة الناس. وهذا كان سبب تسلسل الصور الآن في هذا المعرض.
المعرض يعكس مستويات حياة متنوعة لسكان الخرطوم المختلفتين جداً ولكن يتشاركون في ذات التفاصيل، ونحن في المعهد سعداء جداً بهذا التنوع في الصور التي تروي قصص مترابطة وتحكي عن حياة الناس بدون كلمات، فكل صورة هنا لها علاقة مع بقية الصور".

محمد التوم أحد المصورين المشاركين يقول:
"المعرض امتداد لورشة عمل كانت تهدف لتغيير طريقة التصوير السائدة، وإبراز قيمة للصورة عن طريق خلق قصة لها تعطي انطباعاً واضحاً عن لماذا أخذت".
وعن دور ورش العمل يقول:
"الورش مهمة للفت انتباه المصورين للأفكار الجديدة في التقاط الصور، وكيف تعمل على مشروع متكامل لمجموعة صور لا على صورة واحدة، وهو ما تحاول الصور المقدمة اليوم حكيه.
هذا المعرض يعطي للجمهور أيضاً شكلاً جديداً للصورة: تغييرات المدينة من خلال عدسات المصوريين السودانيين، فالصورة تعكس ثقافة وتغير مفهوم، وكل الصور عبارة عن قصص حياة أشخاص. كنا دائماً نصور المدينة من الخارج، هنا دخلنا إلى داخل البيوت".

 
أما المعرض الثاني فكان يحمل اسم "ماشي بين البيوت" وتم افتتاحه في العاشر من أكتوبر بمتحف السودان القومي بالخرطوم، وهو معرض للمصور الهولندي باول جوليان التقط فيه صور مختلفة أثناء زيارته للسودان في الفترة بين عام 1933 وعام 1948، حيث قامت المصورة اندريا والمصور الصادق محمد بالتعاون مع السفارة الهولندية بدمج صور قديمة وحديثة لإخراج المعرض.
معرض الصور هذا يعكس عشق المصور الهولندي للسودان، حتى أصبحت هذه الصور الآن إرثاً تاريخياً بأرشيف متحف روتردام للصور في هولندا.

ساري عمر أحد المصورين المشاركين في الملتقى يخبرنا عن المقرن:
"اخترنا للملتقى أن يحمل اسم "المقرن" حيث التقاء النيلين ذو الدلالة التاريخية والثقافية المتداخلة، والتي تعبر بصدق عن ما يحتويه المعرض".

أيضاً تقام ضمن فعاليات الملتقى ثلاث ورش عمل يقدمها كلٌ من: المصورة الجنوب أفريقية ميشيل لوكيديس، والمصور الألماني أندريه لوتزن، والمصور السوداني محمد نور الدين، يقومون فيها باستعرض تجاربهم في التصوير الفوتوجرافي.

قام بإحياء حفلي افتتاح المعرضين فرقة كورال جامعة السودان وفرقة أصوات المدينة.
أقيمت هذه الفعاليات برعاية من مجموعة دال والسفارة الهولندية بالخرطوم، وتستمر المعارض باستقبال زوارها حتى 15 من أكتوبر الجاري.


كتب المقال لصالح مجلة أندريا